قبل أن يفيق العالم من هول الدمار الذي أحدثه فايروس كورونا الجديد، الذي أفشى مرض كوفيد-19، وأسفر حتى بعد ظهر الأربعاء عن 10.6 مليون إصابة، و514.622 وفاة؛ انهالت التحذيرات أمس الأول من وباء جديد يمكن أن يدهم العالم في أية لحظة. وهو هذه المرة شبيه بإنفلونزا الخنازير. وتم اكتشاف الفايروس الجديد في مزارع خنازير في الصين. وعلى رغم أنه لم يقفز بعد من مضيفه (الخنزير) إلى الإنسان؛ فهو يمكن أن يقوم بذلك، مثلما حدث مع فايروس كورونا الجديد الذي يعتقد بأنه قفز للإنسان من خفافيش في كهوف صينية. وكان باحثون صينيون متخصصون في دراسة اندلاع وباء إنفلونزا الخنازير، في عام 2016، هم أول من حذر من أن الفايروس الجديد -وهو نسخة محورة من فايروس إنفلونزا الخنازير المعروفة بـH1N1- وقالوا إنه يمكن أن ينتقل من الخنازير للبشر. وأطلقوا عليه G4 EA H1N1. وأكدوا أنه يملك قدرة عالية للتأقلم مع البشر، ليصبح وباء. وينتمي الباحثون الصينيون المشار إليهم الى الأكاديمية الصينية للعلوم. وأوضحوا أن شخصين فقط هما من أصيبا بهذا الفايروس الخطير الجديد؛ أحدهما رجل في الـ46 من عمره، والآخر طفل في التساعة من عمره. وزادوا أن الرجل أصيب به في 2016. أما الطفل فأصيب به في 2019. وأوضحوا أن المصابين هما جاران، يعملان في مزرعة لتربية الخنازير. ولم يستفيضوا في شرح تفاصيل أعراض هذا الفايروس الجديد، مكتفين بالقول إنهم جربوه على حيوانات مخبرية، فاكتشفوا أنه يصيب ضحيته بالحمى، والعطس، والسعال. وذكر فريق الباحثين أنهم نجحوا في اكتشاف 179 فايروساً لدى الخنازير، في 10 محافظات صينية، خلال الفترة من 2011 الى 2018. وأشاروا الى أنهم أجروا فحوصات للعاملين في 15 مزرعة لتربية الخنازير، واكتشفوا أن 10.4% فقط منهم لديهم أجسام مضادة للفايروس الجديد الذي حذروا منه. ويعني ذلك أن هذا الفايروس يملك فعلياً القدرة على التحول الى وباء، مماثل لوباء فايروس كورونا الجديد. وطالب الباحثون الصينيون ببذل جهود عاجلة للتحكم في هذا الفايروس، ومراقبة العاملين في مزارع الخنازير لمنع خطر التفشي. وحذر رئيس شعبة الطب البيطري بجامعة كامبريدج البريطانية البروفيسور جيمس وود من أن هذا الفايروس الجديد ربما أصاب بالفعل عدداً من العاملين في تلك المزارع. ويوجد نصف عدد الخنازير في العالم في الأراضي الصينية. ويصل عدد المستثمرين الصينيين في مزارع تربية الخنازير الى نحو 21 مليوناً. وتنتج الصين 34 طناً من لحم الخنازير، تجعلها الأولى عالمياً. وتليها الولايات المتحدة.